رواية غريبة بشخصيات مجنونة و متطرفة، ستستمتع بالحوارات القوية و ذلك التشريح الغريب للشخصيات، ستجد الحب و الخبث و العبث في ثنايا هذه الرواية يتقاطعان في مشهد واحد… آميلي تصدم القارئ لكن لا تخسره…متعة عجيبة!
قراءة شائكة ![]()

رواية غريبة بشخصيات مجنونة و متطرفة، ستستمتع بالحوارات القوية و ذلك التشريح الغريب للشخصيات، ستجد الحب و الخبث و العبث في ثنايا هذه الرواية يتقاطعان في مشهد واحد… آميلي تصدم القارئ لكن لا تخسره…متعة عجيبة!
قراءة شائكة ![]()


ليس هناك ذوق سطحي و ذوق عميق، يوجد ذوق صادق و ذوق متصنع…
الذوق الصادق كل ما ينبع من داخل الإنسان و إحساسه الحقيقي المتفرد، و الذوق المتصنع هو العكس لا يكون نابع من الشخص نفسه، مثلا شخص يقرأ كتبا فلسفية عميقة فقط ليبدو بمظهر مثقف! يشاهد أفلام و مسلسلات مشهورة ليبدو مميز و عميق…! يتحدث عن أفلام مخرج مشهور و هو في الحقيقة يشعر بالملل اثناء مشاهدتها..! يقلد فقط ما هو مشهور و ما تحبه الأغلبية فقط لإرضاء الآخرين و الظهور بصورة لا تمثله تلك الصورة ذات الذوق الراقي النخبوي ! لدرجة أنه يوجد أشخاص يخجلون من الاعتراف بحبهم للأفلام الرومانسية و الدرامية البسيطة خوفا من أن يوصف ذوقهم بالسطحي…!
صحيح أنه أحيانا نحس بنفور من ذوق بعض الناس في تنسيق ألوان الملابس مثلا (الذوق الجمالي)، ليس لنا الحق في قول إن ذوقهم سيء أو قبيح أو سطحي…ربما هو ذوق غير موفق و يمكن أن يتحسن بالملاحظة و التجربة و التعلم، فالذوق بصفة عامة مرتبط بالشخص و تجاربه و بخلفيته الثقافية …و كل ما تشاهده من أفلام و موسيقى و مسلسلات و ما تقرأه من كتب(الذوق الفني) هو ما يكون هذا الذوق و يشكل هويتك و رصيدك في الحياة.
و ليس بالظرورة الذوق الجميل و العميق يعني التعقيد و الصدمة! فكم من كاتب كتب انطلاقا من قصة انسانية بسيطة لكن كتبت بأسلوب صادق فلامست قلوب القراء و تركت عندهم انطباع جميل.
أنا مثلا أعشق أفلام الأبيض و الأسود تلك الأفلام القديمة المصرية كأفلام سعاد حسني، أفلام بسيطة درامية و رومانسية لكنها مليئة بالقضايا الإنسانية و الإحساس و الحب و الخوف و الصدق و الضعف و البحث عن الذات….أفلام رائعة لا تنسى.
كما أحببت أيضا السلسلة الأمريكية LOST و كيف تطورت الأحداث لتشكل تلك الحبكة الدرامية الغامضة بعمق فلسفي و رمزي إنطلاقا من قصص إنسانية بسيطة و مع القليل من الخيال لتصبح أكثر تشويق.
كل ما يحركك من الداخل، تشعر به بقوة و تحب التعبير عنه هو ذوقك الخاص، لا تسمح لأحد بانتقاده و التحقير منه، فهو ذوقك الصادق لا تخضعه لمعايير الشهرة و العمق و النخبة ! حافظ عليه و طوره، فهو بمثابة بوصلة قد تقودك يوما ما إلى إبداع جميل و عظيم كما فعلت مع الكثيرين من قبل….

رواية مشحونة نفسيا، تظهر ببراعة و انسياب في اللغة حالة الخوف و الذعر و القلق الذي تعيشه البطلة إثر خيانتها لزوجها.
صور الكاتب ببراعة كيف يستطيع الخوف أن يشكل هاجسا نفسيا دائما و مستمرا، و كيف يعمل هذا الخوف على تضخيم المشاعر و جعلها متطرفة، فيصعد بالبطلة، إثر أحداث بسيطة تتوسل فيها انفلاتها من الفضيحة، إلا سابع سماء من الفرح و الانشراح، ثم ما يلبث يخسف بها إلى سابع حضيض من الحزن و الذعر ما أن تستشعر قرب انفضاح جريمتها الأخلاقية.
و قد خدمت نهاية الرواية بشكل رائع مقصد الحكاية، و هي الخوف من الفضيحة هو العقاب الحقيقي، أكثر من الفضيحة بحذ ذاتها.
رواية قصيرة بكثافة شعورية مذهلة، أنصح بها كل من يريد إكتشاف أعمال ستيفان زفايغ.
قراءة ماتعة شائكة ![]()
![]()
